حينما ترى هذه الصورة الموجودة داخل الإطار قد تظن للوهلة الأولى أنها صورة الفنان النجم عماد حمدي، ولكن لا تصدق كل ما تراه عيناك، فالحقيقة أنها صورة الفنان المهمش عبد الرحمن حمدي الشقيق التوأم للفنان الراحل عماد حمدي وليست صورة الفنان عماد حمدي، والذى مر 113 سنة على ميلادهما في يوم 25 نوفمبر سنة 1909.
وتذكر العديد من المصادر أنهما قد تخرجا معا في كلية التجارة، ثم عملا معا بالحسابات، فكان عبد الرحمن حمدي يعمل بوزارة الزراعة، وأما عماد حمدي فقد عمل بوزارة الصحة، ثم انتقل إلى العمل باستوديو مصر، ومع أن عبد الرحمن لم يفكر يوما في أن يكون ممثلا، ورغم أن شقيقه عماد حمدي هو من كان يرغب ويتمنى أن يدخل مجال العمل الفني، إلا أن القدر كانت مشيئته أن يعمل عبد الرحمن بالتمثيل في السينما، وقبل أن يقوم عماد بالتمثيل بأكثر من سنتين.
ويعود أصل الحكاية إلى أن المخرج أحمد بدرخان كان قد اتفق مع الفنان عماد حمدي على الاشتراك في فيلم “عايدة” الذي قامت ببطولته السيدة أم كلثوم، وبالفعل بدأ عماد حمدي الاستعداد لظهوره الأول على شاشة السينما، وكان يحفظ ويراجع دوره في المنزل مع شقيقه عبد الرحمن حمدي، ويشاء القدر أن يسقط الفنان عماد حمدي فتكسر قدمه ويدخل المستشفى، وتتم الاستعانة بعبد الرحمن لأداء الدور بدلا منه إنقاذا للموقف، وبالفعل تم عرض فيلم “عايدة” فعلا في يوم 11 فبراير سنة 1942.
وقد أراد وقتها عبد الرحمن حمدي ومعه مخرج الفيلم أحمد بدرخان أن يُكْتَبَ اسم عماد حمدي على تيترات الفيلم ولكن الفنان عماد حمدي رفض ذلك الأمر بشدة، وأصر أن يُكْتَبَ اسم شقيقه الذي أدى الدور بالفعل، وكان هذا هو أول وآخر عمل فني يشارك فيه عبد الرحمن حمدي على شاشة السينما، حيث التحق بعد ذلك للعمل بوزارة الخارجية، وبالنسبة للفنان عماد حمدي فقد بدأ مسيرته الفنية بعد أخيه عبد الرحمن حمدي بأكثر من سنتين، حيث كان أول أعماله السينمائية هو فيلم “السوق السوداء” مع المخرج كامل التلمساني الذي تم عرضه في يوم 6 ديسمبر سنة1945.
وتمر السنوات ويظل الفنان عماد حمدي مرتبطا ومتعلقا بشدة بتوأمه عبد الرحمن حمدي، وبعد وفاة عبد الرحمن في أوائل ثمانينيات القرن العشرين ازداد المرض على عماد حمدي الذي أصيب بالاكتئاب وتدهورت حالته الصحية حتى لحق بتوأمه في يوم 28 يناير سنة 1984