كيف وصل البشر أول مرة إلى القارة الأمريكية قبل اكتشافها على يد كريستوفر كولومبوس؟
هل عبروا مضيق بيرينغ خلال العصر الجليدي سيرًا على الأقدام؟ أم أنهم أبحروا بالقوارب عبر المحيط الأطلسي؟ ومتى وصلوا إلى هناك؟ قبل 10 آلاف أو 40 ألف سنة؟
بذل العلماء الكثير من الجهد وأجروا الكثير من الأبحاث واستخدموا أحدث التقنيات لمعرفة الإجابة عن هذه الأسئلة، لكن وصول البشر الأوائل لا يزال لغزًا محيرًا.
على الرغم من أن لقب مكتشف القارة الأمريكية يُنسب إلى الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس، إلا أن هذه المعلومة خاطئة، فقد وصلت مجموعات من البشر إلى هذه القارة قبل كريستوفر كولومبوس بآلاف السنين، هذه المجموعات شكلت ما يعرف اليوم باسم الشعوب الأصلية الأمريكية.
حين أدرك المستعمرون الأوربيون أنهم لم يصلوا إلى آسيا، وإنما اكتشفوا قارةً جديدة، برزت على الفور تساؤلات حول السكان الأصليين لهذه القارة، من هم هؤلاء؟ ومن أين أتوا؟ وكيف وصلوا إلى هنا؟
البعض اعتقد أنهم بقايا القبائل اليهودية القديمة التي شردها الغزو الآشوري، فيما اعتقد آخرون أنهم شعب قارة أتلانتس الأسطورية. تبدو كل هذه الفرضيات سخيفةً اليوم، لأننا نعرف أن أسلاف سكان أمريكا الأصليين وصلوا من قارة آسيا عبر منطقة مضيق بيرينغ الذي يفصل بين سيبيريا في قارة آسيا وألاسكا في القارة الأمريكية، حدث ذلك على الأغلب في نهاية العصر الجليدي الأخير.
العصر الجليدي الأخير
بدأ العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 110 آلاف عام، وانتهى قبل حوالي 10 آلاف عام. خلال هذا العصر، انخفضت درجات الحرارة وتجمدت كميات هائلة من المياه على كوكب الأرض، أدى ذلك إلى انخفاض مستوى سطح البحار والمحيطات وانكشاف قاع مضيق بيرينغ الذي لا يتجاوز عمقه 50 مترًا، فظهرت أرضٌ شاسعةٌ تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات المربعة كانت مغمورة بالماء، تعرف هذه المنطقة باسم جسر بيرينغيا.العصر الجليدي الأخير
بدأ العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 110 آلاف عام، وانتهى قبل حوالي 10 آلاف عام. خلال هذا العصر، انخفضت درجات الحرارة وتجمدت كميات هائلة من المياه على كوكب الأرض، أدى ذلك إلى انخفاض مستوى سطح البحار والمحيطات وانكشاف قاع مضيق بيرينغ الذي لا يتجاوز عمقه 50 مترًا، فظهرت أرضٌ شاسعةٌ تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات المربعة كانت مغمورة بالماء، تعرف هذه المنطقة باسم جسر بيرينغيا.العصر الجليدي الأخير
بدأ العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 110 آلاف عام، وانتهى قبل حوالي 10 آلاف عام. خلال هذا العصر، انخفضت درجات الحرارة وتجمدت كميات هائلة من المياه على كوكب الأرض، أدى ذلك إلى انخفاض مستوى سطح البحار والمحيطات وانكشاف قاع مضيق بيرينغ الذي لا يتجاوز عمقه 50 مترًا، فظهرت أرضٌ شاسعةٌ تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات المربعة كانت مغمورة بالماء، تعرف هذه المنطقة باسم جسر بيرينغيا.العصر الجليدي الأخير
بدأ العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 110 آلاف عام، وانتهى قبل حوالي 10 آلاف عام. خلال هذا العصر، انخفضت درجات الحرارة وتجمدت كميات هائلة من المياه على كوكب الأرض، أدى ذلك إلى انخفاض مستوى سطح البحار والمحيطات وانكشاف قاع مضيق بيرينغ الذي لا يتجاوز عمقه 50 مترًا، فظهرت أرضٌ شاسعةٌ تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات المربعة كانت مغمورة بالماء، تعرف هذه المنطقة باسم جسر بيرينغيا.العصر الجليدي الأخير
بدأ العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 110 آلاف عام، وانتهى قبل حوالي 10 آلاف عام. خلال هذا العصر، انخفضت درجات الحرارة وتجمدت كميات هائلة من المياه على كوكب الأرض، أدى ذلك إلى انخفاض مستوى سطح البحار والمحيطات وانكشاف قاع مضيق بيرينغ الذي لا يتجاوز عمقه 50 مترًا، فظهرت أرضٌ شاسعةٌ تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات المربعة كانت مغمورة بالماء، تعرف هذه المنطقة باسم جسر بيرينغيا.
في أواخر العصر الجليدي الأخير، كانت بعض مناطق جسر بيرينغيا مشابهة لسهول التندرا الآسيوية، أراضٍ جافة وباردة جدًا تعيش وترعى فيها حيوانات متنوعة مثل الماموث والدب والوعل، هذه الأراضي كان من الممكن عبورها سيرًا على الأقدام، ومن خلالها عبرت بعض المجموعات البشرية إلى القارة الأمريكية.
تقول جولي بريغهام، وهي أستاذة ورئيسة قسم علوم الأرض بجامعة ماساتشوستس في حديث لموقع لايف ساينس: “جسر بيرينغيا البري انكشف وغُمر بالمياه عدة مرات خلال الثلاثة ملايين سنة الماضية، هذا أمر مثير للاهتمام حقًا، لأن بيرينغيا، حين انحسرت المياه عنها، كانت عبارة عن منظر طبيعي قاري، هناك أماكن قليلة على كوكبنا تشبه هذه المنطقة الجغرافية المعقدة”.
بعد انتهاء العصر الجليدي الأخير، ذابت كميات هائلة من الجليد ما تسبب في ارتفاع مستوى البحار والمحيطات وغمر جسر بيرينغيا الذي عبرته المجموعات البشرية، فبقيت هذه المجموعات في القارة الأمريكية منعزلة عن باقي البشر لآلاف السنين، إلى أن تمكن كريستوفر كولومبوس والمستعمرون الأوروبيون من الوصول للقارة الأمريكية.
دراسات جديدة ونتائج محيرة
ما يزال وصول البشر إلى القارة الأمريكية موضوعًا مثيرًا للجدل، فحتى الآن، لا يوجد إجماع علمي حول متى وصل أول إنسان إلى أمريكا، وما هو المسار الذي سلكه للوصول إلى هناك.
أكثر نظرية مقبولة في المجتمع العلمي وتحظى بتأييد أغلب العلماء هي نظرية جسر بيرينغيا، لكن دراسة حديثة تم نشرها في مجلة نيتشر الأمريكية قدمت أدلة جديدة، في هذه الدراسة، قام العلماء بدراسة بقايا حيوان ماستودون، وهو نوع منقرض من الماموث، عثر عليها بالقرب من سان دييغو بولاية كاليفورنيا عام 1992، يبلغ عمر هذه البقايا حوالي 130 ألف عام، وقد وجد العلماء أن العظام مكسورة باستخدام قاعدة حجرية استخدمت كسندان وأحجار أصغر استخدمت كمطرقة، قد تكون هذه الأدوات الحجرية البدائية من صنع البشر أو ربما أسلاف البشر. وإن كان ذلك صحيحًا، فإنه يعني أن البشر قد وصلوا إلى القارة الأمريكية قبل فترة طويلة مما كان يُعتقد سابقًا.
معظم العلماء ينظرون بريبة إلى نتائج هذه الدراسة الحديثة، والعديد منهم يريدون تحليل نتائجها بدقة، لأنها تبين أن البشر كانوا موجودين على القارة الأمريكية في نفس الفترة الزمنية التي خرج فيها البشر من إفريقيا. ما يعني أن البشر وصلوا إلى القارة الأمريكية قبل أن يصلوا إلى قارة آسيا أو أوروبا.
هناك فرضية أخرى تقول إن البشر الأوائل الذين وصلوا إلى القارة الأمريكية جاؤوا من أوروبا، حيث عبروا شمال المحيط الأطلسي خلال الصيد، هذه النظرية مدعومة بحقيقة أن الأدوات البدائية الحجرية التي عثر عليها على الساحل الأمريكي الشرقي تشبه إلى حدٍ كبير تلك الأدوات التي صنعها البشر في إسبانيا خلال العصر الحجري.
ما الذي يقوله سكان القارة الأمريكية الأصليين؟
من المثير أن تعرف أن العديد من القبائل الأمريكية الأصلية ترفض رفضًا قاطعًا فكرة أن أسلافهم جاؤوا من مكان آخر. هم يعتقدون أنهم أول البشر الذين خلقوا على الأرض. وأن أسلافهم هاجروا من القارة الأمريكية إلى القارات الأخرى وليس العكس.
بالإضافة إلى ذلك، يرفض معظم الأمريكيين الأصليين نظرية التطور، ويؤمنون بأنهم كبشر خلقوا كما هم على الأرض الأمريكية، ولا يصدقون أي رواياتٍ أو فرضيات يقدمها العلماء، وفي أكثر من مناسبة، رفض السكان الأصليون عمليات البحث العلمي واستخراج الهياكل العظمية القديمة، واعتبروا ذلك تدنيسًا ونبشًا لقبور أجدادهم.
زاد الأمر تعقيدًا في عام 1990، حين أقر الكونغرس الأمريكي قانون حماية مقابر الأمريكيين الأصليين والإعادة إلى الوطن (NAGPRA)، ينص القانون على أن جميع البقايا البشرية من أي أصل يجب أن تعامل في كل الأوقات بكرامة واحترام، كما نص على أن الرفات البشرية التي تم العثور عليها في الأراضي التابعة للدولة أو القبائل تعود ملكيتها إلى أحفاد النسب والقبائل الأصلية.
أدى إقرار هذا القانون إلى خلافات بين العلماء والسكان الأصليين، فقد استخدمه السكان الأصليون لمنع العلماء من دراسة البقايا البشرية القديمة، رغم أن العديد من هذه البقايا قديمة جدًا ولا يمكن أن تنسب إلى أي قبيلة. كما أن العديد من القبائل هاجرت من أراضيها الأصلية إلى أراضٍ جديدة بعد وصول المستعمرين الأوروبيين.
الآن يشعر العديد من علماء الآثار بأنهم محاصرون وليس لديهم حرية في إجراء الأبحاث العلمية والدراسات، ففي بعض الحالات، عثر العلماء على هياكل عظمية تعود لآلاف السنين وأرادوا دراستها، لكن القبائل الأصلية أدّعت أن هذه العظام تعود لأجدادهم وأن عمرها عدة مئات من السنين فقط، ولم يسمحوا بإجراء دراسات الكربون المشع لتحديد عمرها، كما منعوا إجراء اختبارات الحمض النووي التي ستقدم أدلة دقيقة حول أصلها.