عم إيتو.. الفنان عبد النبي السيد
تمنى الحصول على كارنيه النقابة ومات دون تحقيق حلمه
الفنان عبد النبي السيد الشهير باسم عم إيتو هو ذلك الرجل العاشق للفن صاحب الجسد النحيل والبشرة السمراء والأداء المحترف، وهو يعد واحدا من الفنانين المهمشين الذين يزخر بهم تاريخ السينما المصرية، والذين قد يظهرون على الشاشة دقائق قليلة وربما لمجرد ثوان معدودة ورغم ذلك لا ننساهم أبدا، وربما نتذكر أدوارهم التي قاموا بأدائها وشخصياتهم التي جسدوها على الشاشة أكثر مما نتذكر أسماءهم.
والفنان عبد النبي السيد الشهير باسم عم إيتو كان واحدا من عشرات الفنانين الموهوبين المظلومين الذين يوصفون بأنهم معجونون بالفن، ورغم ذلك لا تعترف بهم نقابة المهن التمثيلية ولا تضمهم إليها وتصفهم بأنهم كومبارس، هذا رغم أن فنانا كبيرا بحجم الراحل رشدي أباظة وصف هؤلاء الفنانين المهمشين بأنهم مثل طبق السلاطة على المائدة، حيث أنهم من وجهة نظره بمثابة فاتح لشهية المشاهدين، وقد عاش عم إيتو طوال حياته يحلم بالحصول على كارنيه نقابة الممثلين ولكنه مات دون أن يحقق حلمه الوحيد.
وقد عمل عم إيتو في عدد كبير من الأفلام السينمائية، لكنه كان ظهوره فيها عابرا، حيث كان يظهر صامتا ولم ينطق في أي مشاهد تمثيلية، وكانت انطلاقته الحقيقية في فيلم “مبروك أبو العلمين حمودة” مع الفنان محمد هنيدي، والذي جمعه به مشهد لا ينسى وهو ذلك المشهد الذي جمع الأستاذ رمضان فيه عددا من كبار السن من أهالي قريته ليعلمهم، وطلب منهم أن يذكروا له كلمة تبدأ بحرف “إِ”، وحينما جاء الدور على الفنان عبد النبي السيد قال: “إيتو”، وأكمل: “دا لاعب جامد قوي”، ومن يومها التصق به لقب عم إيتو.
كما شارك في فيلم “الحرب العالمية الثالثة” الذي جسد فيه شخصية الزعيم الهندي ألمهاتما غاندي وبعدها أصبح وجها مالوفا في أعمال كثيرة، منها دور فراش المدرسة الذى يريد الاحتراف في فريق ليفربول في مسلسل “اللعبة”، بالإضافة إلى دوره الآخر في مسلسل “عمر ودياب”، وقد رحل عم إيتو في آخر أيام شهر رمضان سنة 1441 هجرية الموافق ليوم 23 مايو سنة 2020، وهكذا وكما كانت بداية معرفة الناس به في فيلم “رمضان”، كانت نهايته ووفاته في شهر “رمضان”.
نقلا عن الكاتب الصحفى /خطاب معوض خطاب