“ونيس” بطل فيلم “المومياء”
أحمد مرعي.. فنان مصري أصيل لم ينل ما يستحق من تقدير
الفنان الكبير أحمد مرعي يعد واحدا من أكثر نجوم فن التمثيل موهبة في مصر عبر التاريخ، وربما لا يعرفه الكثيرون من شباب الجيل الجديد، لأن أعماله نادرا ما تعرض على القنوات المصرية، وربما يعرفه الكثيرون في بعض الدول العربية لأنه كان من نجوم التليفزيون في بلدانهم، وهو فنان عبقري بمعنى الكلمة، وصاحب موهبة لا تضاهى بشهادة جميع النقاد وأيضا بشهادة زملائه الفنانين والأجيال التي أتت بعده، وبشهادة كل من شاهده وتابعه من المشاهدين، وللأسف الشديد أنه رغم دراسته الأكاديمية، وحصوله على بكالوريوس المعهد العالي للسينما قسم التمثيل، ورغم عمله معيدا بالمعهد وقيامه بتدريس مادة الإلقاء، ورغم إجادته وتميزه وموهبته الكبيرة وتمتعه بالقبول، إلا أن السينما المصرية لم تستفد من إمكاناته، فلم يأخذ حقه في التمثيل، وهو في ذلك مثله مثل كثيرين غيره من الفنانين الجادين الموهوبين المبدعين الذين لا يعرفون الشللية ولا يعرفون إلا طريق العمل فقط.
والفنان أحمد مرعي هو الذي جسد شخصية ونيس بطل فيلم “المومياء” الذي وصل إلى العالمية وقام بإخراجه شادي عبد السلام، والذي رشح الفنان أحمد مرعي أيضا للقيام ببطولة فيلم “إخناتون” الذي لم يمهله القدر لإخراجه، والذي كان قد رشح لبطولته كلا من الفنان محمد صبحي والشاعر أمل دنقل قبل أن يستقر على ترشيح الفنان الكبير أحمد مرعي، كما أدى دور الصحابي زيد بن حارثة في النسخة العربية من فيلم “الرسالة” رائعة المخرج العالمي مصطفى العقاد، وهو الذي أدى دور الابن الأكبر فوزي في المسلسل الشهير “أولاد آدم”، كما أدى دور أحد الجنود المصريين المحاصرين، خلال فترة حرب الاستنزاف في فيلم علي عبد الخالق الشهير “أغنية على الممر”، كما أنه هو بطل فيلم “3 وجوه للحب”، والذي حصل عنه على جائزة أحسن ممثل مصري سنة 1969.
وتليفزيونيا كان الفنان أحمد مرعي بارعا للغاية ومنتشرا أكثر من السينما، خاصة في الأعمال الدينية والتاريخية التي قام ببطولتها نظرا لتميزه في التحدث باللغة العربية وسلامة نطقه لحروفها، وله عدد كبير من الأعمال المتميزة ومعظمها من الإنتاج الخليجي، مثل أدواره في مسلسلات : “الخليل بن أحمد الفراهيدي”، و”المتنبي”، و”أحمد بن ماجد”، و”محمد الفاتح”، و”عنترة”، و”ليلة سقوط غرناطة”، و”شجرة الدر”، و”ملحمة الحب والرحيل”، و”الوعد الحق”، و”سليمان الحلبي”، كما تميز في مسلسلات: “أولاد آدم” و”أيوب البحر” و”أيام المنيرة” و”الغفران” و”الشبيهان”.
والفنان أحمد مرعي كان متجردا، فقد كان واحدا من الفنانين الذين يمارسون الفن للفن، فلم يهتم يوما بالعائد أو المقابل المادي للعمل الفني ولم يكن يوما حريصا على مجرد التواجد في العمل، بقدر حرصه على انتقاء العمل الجيد، فيؤثر عنه أنه كان يجلس في بيته بالشهور الطويلة دون عمل، فقط حتى يطلق لحيته لكي يقوم ببطولة مسلسل جديد، ويستدعي هذا المسلسل أن تكون له لحية طويلة، فقد كان فنانا يرفض أن يستعمل لحية مستعارة مثل غيره من الفنانين، وذلك حتى يحافظ على المصداقية في عمله، وبالطبع فقد كان خلال هذه الفترة يرفض الكثير من الأعمال حرصا على التركيز في عمله الذي يستعد له .
والفنان أحمد مرعي ابن قرية الدواخلية مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية المصري الأصيل ابن الريف الأسمر، ينتمي إلى عائلة فنية أصيلة، فشقيقه هو مهندس الديكور الكبير صلاح مرعي، وشقيقه الآخر هو المخرج الإذاعي الكبير والإعلامي المتميز رئيس إذاعة صوت العرب سابقا الصديق محمد مرعي والد المخرج السينمائي خالد مرعي، كما أن شقيق الفنان أحمد مرعي الأصغر فنان أيضا، وهو مهندس الديكور عبد المنعم مرعي، والجدير بالذكر أنه قد ولد في يوم 14 مايو سنة 1940، وتوفي في يوم 30 أغسطس سنة 1995 عن عمر يناهز 55 عاما، وليس كما تذكر الكثير من المواقع والصفحات التي تتضارب فيها المعلومات، فمعظمها يشير إلى أن وفاته قد حدثت في سنة 1995 ولكن يوم 16 يوليو، وبعضها يشير إلى أن وفاته قد حدثت في يوم 16 مايو من نفس العام.
نقلا عن الكاتب الصحفى /خطاب معوض خطاب