أكد علماء الأزهر على ان عمل الشيخ محمد متولي الشعراوي خلال حياته في خدمة القرآن الكريم ترك بصمة في القلوب والنفوس بأسلوبه السهل والمبسّط في تفسير القرآن الكريم.
حيث أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر السابق، أن الإمام محمد متولي الشعراوي كان نمطا فريدا من العلماء في مختلف العصور وتميّز بعلم الموهبة في تفسيره للقرآن.
وذكر «هاشم» أن الشعراوي جدّد إيمان الأمة بتفسيره المتميّز للقرآن الكريم، منوّهاً بأن الشعراوي لم يكن عالماً عادياً بل ولياً من الصالحين الذين كُشف عنهم وكانت له كرامات كثيرة.
عمارة
أما الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، فقالت إنها تتلمذت على يد الإمام الشعراوي حينما كانت في مرحلة الجامعة، وطلبت منه أن يدعو لها بأن تكون رسالتها في الماجستير والدكتوراه في «تفسيره»، فرفع يده بالدعاء قرابة الثلث ساعة داعياً لها، منوّهة بأنه لقّبها بالدكتورة قبل تخرّجها وبالفعل استجاب الله لدعائه.
وأثنت قائلة: «لقد سلك الشيخ الشعراوي مسلكاً جديداً في تفسير القرآن الكريم، واستطاع به أن يجذب الجماهير إليه»، مشيرة إلى أن من أهم سمات منهجه في التفسير، أنه كان دائم الربط بين موضوعات القرآن الكريم وواقع المجتمع الإسلامي ومتطلباته.
وأكدت أن تفسير القرآن الكريم في هذا الإطار يُعد من أهم الملامح التي تُميِّزُ التفسير الموضوعي، كما أدلى بهذا بعض العلماء، منوّهة بأنها من أجل هذا سعت إلى إثبات وجود ملامح للون الموضوعي في تفسير الشعراوي، من خلال تناوله بالتفسير للقصة القرآنية الكريمة، كما أشادت بالإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، مثنية على طريقة تفسيره للقرآن الكريم التي وصفتها بالمبدعة والمختلفة عن كل من سبقوه.
خواطر لا تفسير
وألمحت إلى أن الشيخ الشعراوي أطلق على تفسيره للقرآن الكريم اسم «خواطر» وليس تفسيراً وهذا من باب التواضع منه، ولكي يطلق مسمّى جديداً يتواكب مع العصر.
منوّهة إلى أن تفسير الشيخ الشعراوي للقرآن الكريم كان موضوعياً فريداً من نوعه، يعالج فيه السلبيات التي تظهر في المجتمع، منبّهة على أن الشعراوي كان صاحب منهج في التفسير، فكان يجمع كل الآيات والأحاديث التي تخص المسألة التي كان يتناولها وهذا الأسلوب ميّزه عن غيره من العلماء.
الجندي
أما الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فقال إن منهج الشيخ محمد متولي الشعراوي وسطي بعيد عن التشدّد والغلو الفكري، وأن الإمام الشعراوي أزهري ولم يُحرض في تفسيره للقرآن الكريم على أي تطرف ولم يصدر فتاوى تبيح قتل الآمنين، منوّهاً بأن تفسير الشعراوي كان يُعنى بواقع الحياة ويصبّ في مصلحة الناس والعباد.
وأفاد بأن الإمام الشعراوي أحبّه الجميع في مصر وخارجها، وصوره معلّقة في البيوت وعلى السيارات، فهو مثال يحتذى به، والأقوال المأثورة عنده تؤكد حبّه للوطن ووسطيته الدينية، وأنه إمام المعتدلين، وابن مصر البار بأهلها مسلمين، ومسيحيين.
شاهين
ووصفت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، الإمام الشعراوي بأنه عالم فذّ من العلماء الذين قلّ أن يجود الزمان بمثلهم، مشيرة إلى أنه نحسبه من الذين ورد فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين ويلهمه رشده».
وبيّنت أن الشعراوي كان يجمع بين العلم بتفسير آيات القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية والعلوم الدينية الحديثة مع سلاسة الأسلوب الدعوي وبساطته، موضحةً أنه كان يصل إلى كل العقول بمستوياتها.
واعتبرت أستاذة العقيدة، الإمام الشعراوي مثالاً يحتذى به في العلم والعمل، حيث لم يسجل عليه نفاق ولا مداهنة ولا حب للدنيا أو إقبال على السلطة أو المال فلم يتخذ من الدين مطية للوصول إلى الدنيا.
ورأت أن الشعراوي كان مُجدّداً للدين والتفّ حوله كل المريدين من طلاب العلم، واستفادوا من علمه وعمله شيوخاً وطلاباً في جميع أنحاء العالم الإسلامي، مشيرةً إلى أن من بينهم من نقل عنه للتفسير ومسجل للشرائط وباحث علمي في شخصيته وعلمه وفكره بعمل الرسائل العلمية من ماجستير ودكتوراه، موضحة أنه تناولته العديد من الرسائل العلمية بالدراسة.
عزب
وأوضحت الدكتورة سماح عزب، العالمة الأزهرية المختصة في تفسير القرآن الكريم، أن الإمام محمد متولي الشعراوي كان يبحث عن الآراء الوسطية ويزيل الشبهات أمام الناس ويحلّ مشكلاتهم بأبسط الحلول، ناصحة طلاب العلم بأن يقرأوا كثيراً في مؤلفات الإمام الشعراوي، مؤكدة أنه مثلها الأعلى في التفسير.
وأرجعت الدكتورة هبة عوف، عالمة الأزهر المختصة في تفسير القرآن بجامعة الأزهر، حب ملايين الناس للإمام الراحل محمد متولي الشعراوي، إلى سلاسة أسلوبه وبساطته التي ترجع إلى فهمه المتميّز للقرآن الكريم، فاستطاع توصيله إلى جميع الطبقات المتعلم والأُمي بطريقة سهلة ورائعة.
واختتمت: «تأثّرت بمنهج الإمام الشعراوي في التفسير، وأهم ما يميزه هو جمعه بيّن البساطة والمعلومة العلمية الدقيقة، والإسقاط على الواقع، وضرب الأمثال من الواقع، وأسلوبه الحركي الرائع والروحانيات المُوجودة في تفسيره