ارتفاع ضغط العين
يمثل ارتفاع ضغط العين (بالإنجليزية: Ocular Hypertension) أحد المشاكل التي يرتفع فيها هذا الضغط أعلى من القيمة الطبيعيّة، والتي تعادل 21 مليمتر زئبقي، وفي الحالة التي يرتفع فيها ضغط العين دون وجود أية علامات تدل على الإصابة بالجلوكوما، فإنّه يتم تشخيص المريض بالإصابة بارتفاع ضغط العين فقط، وفي الحقيقة يتراوح معدّل ضغط العين الطبيعي بين 10-21 مليمتر زئبقي، إذ يحدد هذا الضغط اعتماداً على التوازن بين كمية السائل التي يتم إنتاجها في العين، وكمية السائل التي يتم تصريفها، ومن الجدير بالذكر أنّ ارتفاع ضغط العين لا يُعدّ مرضاً بحدّ ذاته، وإنّما هو مصطلح يمكن من خلاله وصف مدى خطورة تطوّر هذه المشكلة، واحتمالية إصابة الفرد بالجلوكوما أو المياه الزرقاء (بالإنجليزية: Glaucoma)، وتلف العصب البصري (بالإنجليزية: Optic nerve damage)
علاج ارتفاع ضغط العين
يهدف علاج ارتفاع ضغط العين إلى التقليل من خطر الإصابة بالجلوكوما أو تلف العصب البصري، خاصّةً لدى الأشخاص المعرّضين للإصابة بهما، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج يعتمد بشكلٍ كبير على حالة المريض بشكلٍ فردي دون مقارنته مع غيره من المرضى، ولاختيار العلاج المثالي لتقليل ضغط العين؛ وهو ذلك العلاج الفعّال الذي لا يتسبّب في ظهور أيّة أعراض جانبيّة على المريض، بالإضافة إلى أن يكون ذو تكلفة منخفضة ومناسبة، وفي الحقيقة تُجرى بعض الأمور المهمة، ويمكن إجمالها على النحو الآتي
تجربة فاعليّة الدواء على المريض؛ ففي بادئ الأمر يضع طبيب العيون قطرة العين في إحدى عينيّ المريض، وذلك بهدف معرفة فعاليّة الدواء في التقليل من ضغط العين، وفي حال ثبتت كفاءته يتم استخدامه لكلتا العينين، أما إذا لم تثبت فعالية الدواء في تقليل ضغط العين، فقد يلجأ الطبيب إلى تغيير الدواء إلى نوع آخر بحيث يكون أكثر فاعليّة. مراجعة الطبيب باستمرار؛ فبعد اختيار الدواء يتم تحديد مواعيد زيارة للطبيب، وأولى هذه الزيارات تكون غالباً بعد 3-4 أسابيع تقريباً من بدء استخدام القطرات، ليتم فحص ضغط العين والتأكد من فعالية العلاج، وعدم تسبّبه في حدوث أيّة أعراض جانبيّة، وبعد ذلك يستمر المريض باستخدام الدواء، ويحدد له موعد زيارة آخر بعد مضي شهرين إلى أربعة شهور،[٥] وفي الحقيقة يعتمد جدول مراجعة المريض للطبيب بشكلٍ كبير على نوع الدواء المستخدم لعلاج ارتفاع ضغط العين، فهناك بعض الأدوية التي تحتاج إلى فترة أطول كي تعمل بفعاليّة مثل دواء لاتانوبروست (بالإنجليزية: Latanoprost)، وترفوبروست (بالإنجليزية: Travoprost)، وبماتوبروست (بالإنجليزية: Bimatoprost)، فهذه الأدوية قد تستغرق 6-8 أسابيع كي تعمل بكامل فعاليّتها في علاج ارتفاع ضغط العين.[٦] الجراحة؛ قد يلجأ الطبيب إلى جراحة الليزر في حال عدم تحمل المريض للأدوية، إلا أنّها لا تستخدم في علاج ارتفاع ضغط العين عادةً، وذلك لأنّها ترتبط بمخاطر كثيرة مقارنة بخطر تطور الجلوكوما الناتج عن ارتفاع ضغط العين.
أسباب ارتفاع ضغط العين
هناك عدّة عوامل قد تسهم في الإصابة بارتفاع ضغط العين، نذكر منها ما يأتي:[٧] زيادة إنتاج المحلول المائي في العين: إنّ المحلول المائي هو سائل صافي يتم تكوينه من قِبل الجسم الهدبي (بالإنجليزية: Ciliary body)؛ وهو التركيب الذي يقع خلف القزحيّة، ليتجمّع هذا السّائل المتكوّن في الحجرة الأمامية التي تقع بين القزحية والقرنيّة، وفي بعض الحالات قد تزداد كميّة هذا السائل بشكلٍ كبير، الأمر الذي يؤدّي إلى ارتفاع ضغط العين. عدم تصريف المحلول المائي في العين بشكلٍ كافٍ: فهذه المشكلة قد تتسبّب في إحداث خلل في التوازن بين الإنتاج والتصريف للمحلول المائي في العين، الأمر الذي يؤدّي إلى تجمّعه في العين وارتفاع ضغطها. تناول بعض أنواع من الأدوية: ومن الأمثلة على هذه الأدوية التي قد يؤدّي استخدامها إلى ارتفاع ضغط العين؛ الستيرويدات التي تستخدم في علاج مرض الربو والمشاكل الأخرى، بالإضافة إلى القطرات الستيرويديّة؛ التي يتم استخدامها بعد إجراء عمليات اللّيزك للعين وغيرها من العمليّات، فقبل تناول هذه الأدوية واستخدامها، على الطبيب المختص تحديد مدى حاجة المريض لفحص ضغط العين، ومدى تكراره. تعرّض العين للإصابة: قد يؤدّي تعرّض العين للإصابة إلى إحداث خلل في التوازن بين إنتاج السائل وتصريفه منها، ممّا يسبّب ارتفاع ضغط العين، وهنا تكمن أهميّة إخبار الطبيب المعالج عن تعرّض العين لإصابات سابقة قد تؤثر في ضغط السائل فيها. وجود مشاكل أخرى في العين: من الممكن أن يحدث ارتفاع ضغط العين نتيجة إصابتها بمشاكل أخرى مثل؛ متلازمة التقشّر الكاذب (بالإنجليزية: Pseudoexfoliation syndrome)، ومتلازمة تبعثر الصبغة (بالإنجليزية: Pigment dispersion syndrome)، وقوس الشيخوخة (بالإنجليزية: Corneal arcus)، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأشخاص الذين يملكون قرنيّة يكون سمكها في منطقة المنتصف أقلّ من السّمك الطبيعي يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط العين. وجود تاريخ عائلي مرضي: إنّ إصابة أحد الأقارب بارتفاع ضغط العين أو الجلوكوما يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط العين. العِرق: إنّ الأفارقة من أصل أمريكي هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط العين. العمر: فالأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 عاماً، هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط العين.